تُعتبر المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بمثابة حلمٍ لكل رياضي، ولكن ماذا عن الفوز والحصول على لقب بطل الألعاب الأولمبية؟
هذا ماحققه لاعب الرماية المُحترف فهيد الديحاني، حيث بعثَ الأملَ والثقة في نفوس الرياضيين، بعد أن تمكّن من انتزاع الميدالية الذهبية وتحقيق انتصار عظيمٍ للكويت في بطولة الرماية لفئة لعبة الحفرة المزدوجة «دبل تراب» في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية والتي أقميت في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل الشهر الماضي، وهي تُعتبر الميدالية الثالثة له بعد حصوله على البرونزية في بطولة سيدني عام 2000، والبرونزية في بطولة لندن عام 2012، وكان لمجلة «بيرفكت فكت» هذا اللقاء الحصري معه ليحدّثنا أكثر عن هذه البطولة، عن طموحه المستقبلي وعن جوانب عديدة من حياته الشخصية.
بالبداية حدّثنا عن نشأتك ومتى بدأ الاهتمام لديك بدخول عالم رياضة «الرماية» وما هي أهم الإنجازات التي حصلت عليها؟
أعشق رياضة الرماية منذ الصغر والفضل في ذلك يعود لوالدي حيث قام بتعليمي مع إخوتي الستة على هذه الرياضة الرائعة، وقد سبقني أخي فهد لهذه الرياضة حيث وقتها كنت منشغلا بالدراسة في الكلية العسكرية، وعُقْبَ تخرجي بدأت بالتفرّغ والإهتمام بها حيث كنت أضع كل راتبي من أجل التدريب والإستعداد الكامل لها، إلى أن استطعت الفوز على جميع رماة الكويت في السكيت والتراب وفرضت نفسي في المنتخب، وبعدها بدأت مشاركاتي خارج الكويت بداية من عام 1991 حيث شاركت في البطولة الآسيوية في بكين وكان من المفترض الحصول على المركز الأول ولكن قد ظلمت من قبل الحكم وهيئة التحكيم والحمدلله بعد ذلك قدرت من الحصول على لقب بطل آسيا لمدة 12 عاماً. وبعدها بعامٍ واحد توالت عندها الميداليات حيث كنت أول صاحب ميدالية عالمية في تاريخ الكويت عام 1993 وكانت في بطولة سيئول، كوريا وبعدها حققت أول ميدالية على صعيد الألعاب الآسيوية في هيروشيما من خلال حصولي على أربع ميداليات كما حطّمت الرقم العالمي، وبعدها بأربع سنوات حصلت على أربع ميداليات في الألعاب الآسيوية، وتوالى بعدها حصولي على الكثير من الإنجازات والألقاب وكان أهمها حصولي على البرونزية في بطولة ألعاب الأولمبياد في سيدني عام 2000 والبرونزية في بطولة لندن عام 2012.
ماذا عن حياتك الأسرية وكم لديك من الأبناء؟
لدي أربعة أولاد وابنتان، وأعتبر نفسي جدا منظّم وأحب النظام وأعتبرها قاعدة أيضا في المنزل، وأكره الفوضى وربّما هذا الشيئ قد يُزعج البعض من عائلتي ولكنهم قد تعوّدوا على ذلك، كما أحب الهدوء والراحة في المنزل لذلك تجد تصميم منزلي جدا مريح ومثالي من خلال المساحات الواسعة والأسقف العالية كما أهتم بالتفاصيل وباقتناء الأشياء الجميلة على سبيل المثال القطع المنزلية، السيارات، الملابس والساعات الفاخرة والدقيقة التي أمتلكها.
بالحديث عن الأولاد، هل هناك من يمارس رياضة «الرماية»؟
جميعم يحبّون رياضة الرماية ولكنني منعتهم من ممارستها في أوقات دراستهم للتفرغ الكلّي لها ولامانع من مشاركتهم واستمرارهم لهذه الرياضة بعد الانتهاء من الدراسة والحصول على الشهادة حيث بلا شك سوف أقوم بتدريبهم بنفسي وأحب أن يكونوا في نفس المستوى الإحترافي الذي وصلت له وليس المستوى الرياضي العادي.
هل نستطيع أن نقول أن الوصول للإحترافية أمر يصعبُ تحقيقه؟ وماذا يختلف عن المستوى الرياضي؟
للأسف المستوى الإحترافي في الكويت يكاد ينعدم، كما أن أغلب لاعبي الرماية في الكويت غير احترافيين بل رياضيين لأن الوصول للمستوى الإحترافي يحتاج التدريب لمدة تتراوح ثماني ساعات في اليوم، وكان الكثير يستغرب من هذه المدة التي أقوم بها يوميا إلى جانب الرياضة الجسدية من ساعتين إلى ثلاث ساعات. وقد توقفت في الفترة الأخيرة عن ممارستها بعد إصابتي بالحصوة ولعدم التفرغ وقد زدت بضع كيلوات، أمّا الآن فقد بدأت بالعودة لها حيث أمتلك في المنزل أجهزة ومعدات نادي متكامل ومتميّز.
ماذا عن نظام الغذاء لدى فهيد الديحاني؟ هل هو أمرٌ مهمٌ لديه؟
بالتأكيد، انطلاقا من ثقافة الأكل استطعت أن أخسر 21 كيلو من وزني حيث أتّبع ثقافة ونظاما غذائيا خاصا بي وبعائلتي بعيدا عن المأكولات الكويتية المعروفة في كل منزل والمليئة بالدهون والزيوت والسعرات الحرارية العالية، فقد وجدت أن الأكل الصحي ممكن أن يكون أقرب للأكل التقليدي، أفضل المأكولات المشوية، الرز الأبيض المسلوق، أمّا السلطات فأنا أهتم بها جيدا وهي تُعتبر مكلفة من حيث المكونات الصحية والعالية الجودة، حيث على سبيل المثال أستخدم أربعة أنواع من الخس، زيت الزيتون، الأرجان، كريمة البلسمك، وملح الهمالايا الأسود الطبيعي الذي يحتوي فوائد طبيعية.
من أكثر مدرّب قمت بالإستفادة منه وتكنّ له الفضل؟
كان هناك مدرب فلبيني قد عاش في الكويت لمدة 6 أشهر وللأسف لم يستطع الإستمرار في البقاء هنا نظرا لاكتشاف مرض الوباء الكبدي معه، ومن خلال فترة وجوده أوصاني بالإستماع إليه حيث قال لي أنه لا يعرف الكثير عن الرماية ولكنه يستطيع تعليمي على حلقة التركيز، السيطرة على الألم في الأطراف إلى جانب التحكم في ضربات القلب، وقد استفدت منه كثيرا وتعلّمت يوميا منه لمدة ستة شهور، لذلك أرى أنه كان له الفضل الكبير في الجزء الهام من تدريباتي ووصولي إلى المستويات الأولى من البطولات.
ما الصعوبات التي واجهتك خلال مشاركتك في أولمبياد ريو 2016؟
كانت ملئية بالصعوبات، بداية مع رفض الحكومة بالمشاركة تحت العلم الأوليمبي مما سبّب لنا بعض الضغط، كما أنه هناك من هاجم الرياضيين المشاركين واتهمهم بخيانة البلد وأنه يجب علينا محاسبتهم، وذلك كان نوعا من الضغط النفسي الداخلي، أما بالنسبة للصعوبات الخارجية فقد كان هناك الكثير من الدول التي لا تحبّذ مشاركتنا وتمّ نشر الكثير من الإشاعات حولنا، كما كان هناك هجوم من اتحاد الرماية الدولي لنا، وخلال مشاركتي في لعبة «الشوت أوف» ماقبل النهائي، وضعوا إسمي في المركز الثاني على لوحة المراتب الاولى وبعدها بخمسة دقائق أصبحت في المركز الثالث وذلك كان واضحا أنهم يتعمّدون خسارتي وبالمقابل فقد ابتسمت، وعند حصولي على الميدالية الذهبية، لم يتم ذكر إسمي في صفحة الإتحاد الدولي على مدى ثلاثة أيام وهذا كان أكبر دليل على ذلك، إضافة الى أن أحد الرماة كاد يسبب خسارة لي من خلال تشتيت تركيزي ورمي الخرطوش باتجاهي متعمدا خسارتي، ولكن الحمدالله فقد أثبتّ جدارتي للجميع من خلال هذا الفوز الذهبي.
ما هي طموحاتك التي ترغب بتحقيقها بعد إعتزالك لرياضة «الرماية»؟
طموحي هو إنشاء أكاديمية خاصة برياضة «الرماية»، وأنا أعني أكاديمية بمعنى الكلمة وليست مدرسة للهواة أو نادي أو ميدان، أكاديمية إحترافية تعتمد على النظريات في الرماية وهذا الشيء تقريبا غير موجود في العالم، حيث أمتلك نظريات علمية خاصة بهذا الموضوع تكاد تكون غير موجودة لدى سواي.
ما هي هواياتك بعيدا عن الرماية؟
«الصيد» هو أكثر شيء يستهويني بعد رياضة «الرماية» على جانب رحلات الجبال.
ما هي أجمل مناطق الصيد بالنسبة لك؟
(الهند، إيران، باكستان، وإسبانيا حيث نصطاد الطيور والوعور (الماعز الجبلي.
ماالذي تعلمته من رياضة «الرماية»؟
التحدي، الصبر، والتركيز.
ما تعريفك للتركيز؟
لقد قُمْتُ بوضع تعريف خاص له وهو عبارة عن إجراءات تسلسلية مرتبطة بزمن محدد وتكتمل دائرتها باكتمال هذا الزمن، حيث يكون انشغال المخ بإجراء مع الزمن، والإجراء الثاني مع الزمن، والإجراء الثالث مع الزمن.. والرابع والخامس، حيث يعتمد التركيز على أربع أو خمس حركات لاكتماله.